الأربعاء 24 نيسان 2024 الموافق لـ 14 شوال 1445هـ

» مفاهيــــم إســـلامــية

استحباب صلاة الجماعة


من المعلوم أنّ وجوب الصلاة من البديهيّات التي لا ينكرها مسلم، وهي عمود الدين ومعراج المؤمن وهي التي إن قُبلت قُبل ما سواها وإن رُدّت رُدّ ما سواها، وهي العلامة الفارقة بين المؤمن والكافر، وهي الوحيدة من بين العبادات التي تجب يومياً لخمس مرات ليلاً ونهاراًعدا ما ورد من إستحباب النوافل التي تبلغ ضعفي عدد الركعات الواجبة يومياً، ولأجل ذلك إهتمّ بها الإسلام إهتماماً بالغاً لأنّها تؤمّن التّواصل المستمرّ بين الإنسان وربّه ليستمدّ منه العزم والقوّة والإرادة للإمتناع عن الفحشاء والمنكر.

ولا شكّ أنّ هذه الصلاة والتي لها هذا القدر من الأهميّة والمكانة يمكن للمسلم أن يأتيها بشكلين: الأوّل، أن يصلّيها بمفرده، والثّاني، أن يصلّيها مع آخرٍ بعنوان الجماعة. وممّا لا شكّ فيه أنّ المسلم عند إتيانه بالصلاة له أجرٌ وثوابٌ عند الله سواءٌ أصلاّها منفرداً أو صلاّها مع جماعة، لكن ما من شكّ بأنّ الله يتقبّل الصلاة بالصورة الأفضل والأمثل وهي "صورة الجماعة" لاعتباراتٍ عديدةٍ نذكر منها ما يلي:

1– التّقارب بين المسلمين
إذ إنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ صلاة الجماعة تُقرّب ما بين النّاس وتجعلهم يتعارفون ويلتقون ويتعاونون مع بعضهم البعض، بينما لو لم يكن هناك صلاة جماعةٍ فلن يحصل مثل هذا التّقارب، وإن حصل فليس بالشكل الحاصل من الجماعة.

2– التّضامن والوحدة
إذ إنّ إقامة المسلمين لصلوات الجماعة في المساجد يكشف عن التّضامن والوحدة بين أبناء الشّعب المسلم الذي ينطلق في وقتٍ واحدٍ بصلاته ودعائه وابتهالاته إلى الله من خلال صلوات الجماعة التي تزيد من أواصر الوحدة وعلاقات الثّقة فيما بين أفراد الشّعب.

3– بناء المساجد
وذلك لأنّ استحباب صلاة الجماعة قد يدفع بالمسلمين أحياناً الذي يسكنون في مناطق لا توجد فيها مساجد، لأن يبنوا مسجداً يجتمعون فيه ليصلّوا صلاة الجماعة ويتقرّبوا بها الى الله عزّ وجلّ، وهذا ما لاحظناه في أماكن كثيرة حصل فيها هذا الأمر وتحقّق الهدف ممّا أشاع السرور والفرح في قلوب المسلمين.

4 – الأجر والثواب
إذ لا شكّ أنّ أجر وثواب صلاة الجماعة يفوق بكثيرٍ أجر وثواب صلاة الفرد، لأنّه يكسب أجر صلاته وحده، بينما المصلّي في الجماعة يكسب أجر صلاته مُضافاً إلى أجور صلاة من معه في الجماعة، ومن الأحاديث الدالّة على ذلك:

أ-(الصلاة في جماعة تفضّل على كلّ صلاة الفرد بأربعة وعشرين درجة تكون خمس وعشرين صلاة)، الإمام جعفر الصادق (عليه السلام).
ب- (الصلاة فريضةٌ وليس الإجتماع بمفروض في الصلوات كلّها، ولكنّها سنّةٌ من تركها رغبةً عنها وعن جماعة المؤمنين من غير علّة فلا صلاة له)، الإمام الصادق (عليه السلام).
ج- عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ومن مشى إلى مسجدٍ يطلب فيه الجماعة كان له بكلّ خطوةٍ سبعون ألف حسنة و يرفع له من الدّرجات مثل ذلك، فإن مات وهو على ذلك وكّل الله به سبعين ألف ملكٍ يعودونه في قبره ويبشّرونه ويؤنسونه في وحدته، ويستغفرون له حتى يبعث).
لكن لصلاة الجماعة ولصحّتها شروطٌ لا بدّ من توفّرها ومن أهمّها على الإطلاق شرطٌ وحيدٌ سنتوقّف عنده وهو: عدالة إمام الجماعة، لأنّ النّاس عندما تريد الإئتمام لشخصٍ ينبغي لهذا الشّخص أن يكون مُتّصفاً بصفة العدالة والإستقامة التي تعني فعل الواجبات وترك المحرّمات، وهذا هو الحدّ الأدنى المطلوب من العدالة، وكلّما كان مُلتزماً بفعل المستحبّات أيضاً وترك المكروهات كذلك كان هذا أفضل وأحسن لأنّه يدلّ على مزيدٍ من درجة العدالة والتقوى والورع والخشية من الله التي تنعكس ثقةً أكبر في نفوس المصلّين والمأمومين.
وبناءٌ لكلّ ما سبق لا يمكن لصلاة الجماعة أن تكون سبباً في هدم وحدة المؤمنين أو تنوّع مشاربهم واتجاهاتهم إذا كان أئمّة الجماعة متقاربين فكرياًّ وتوجُّهاً ومساراً وعملاً.
نعم لو فرضنا أنّ هناك إمام جماعةٍ مُعادٍ لجمهورية الإسلام وقيادتها الحكيمة والرشيدة ويعمل خلاف مصالحها التي هي عين مصالح المسلمين فمثل هذا لا يكون مثلاً لإمام الجماعة لفقدان صفة العدالة المفترض أنّها أساسٌ في شخصيّة إمام الجماعة.
أمّا فيما عدا ذلك فيمكن الإقتداء بأيّ إمام جماعةٍ توافرت فيه الشّروط ولو كان هناك بعض الإختلافات الفكريّة أو الفقهيّة أو العقائديّة ما لم تصل إلى حدود خرق الإجماع الديني أو المذهبي، ولا ينبغي للمسلم أن يفوّت على نفسه كلّ ذلك القدر من الأجر والثواب على المستوى الأخرويّ، وكلّ ذلك التّضامن والتوحُّد والتّقارب على المستوى الدنيويّ بسبب بعض المشاحنات أو الخلافات الصغيرة التي تحصل هنا وهناك.



1294 مشاهدة | 25-06-2019
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مناقشة رسالة للطالبة آمنة فرحات

أشكال السنن وصِيَغها في القرآن الكريم

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

زيارة للمجلس العلوي في منطقة جبل محسن

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

زيارة إلى ممثّليّة جامعة المصطفى (ص) في سوريا

زيارة إلى حوزة الإمام المنتظر (عج) في بعلبك

ندوة علميّة الذكاء الاصطناعي.. التقنيّات والتحدّيات

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

حفل توقيع في جناح جامعة المصطفى (ص) العالميّة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

احتفال في ذكرى المولد الشريف

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

لقاء تعريفي مع طلاب حوزة أهل البيت (عليهم السلام)

زيارة المقامات الدينيّة وحوزة الامام الخميني (قده) في سوريا

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

حفل تكريم سفير الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان

جلسة للجنة الفلسفة والكلام

مسابقة في حفظ أربعين حكمة للإمام علي (عليه السلام )

مناقشة بحث: الاجتهاد الفقهي بين روح الشريعة والمنهج المقاصدي.

المنهج التفسيري عند الإمام الخميني (قده)

الملتقى العلميّ السنوي الثاني للحوزات العلميَّة في لبنان

مناقشة بحث: أثر الزمان والمكان على موضوعات الأحكام

المسابقة العلميّة الثانية بين طلاب الحوزات العلميّة

صدور العدد (47) من مجلة الحياة الطيّبة