الخميس 28 آذار 2024 الموافق لـ 18 رمضان 1445هـ

» قراءات ومـــراجعــات

مع الحسين في ثورته الاصلاحية

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ... ﴾ 1.
تتحدث هذه الآية الكريمة عن الوظائف التي يقوم بها عباد الله الصالحون فيما لو أمكنهم الله عزّ وجلّ من الوصول إلى مراتب الولاية والحاكمية على البشر، وهذه الوظائف المذكورة في الآية يمكن اعتبارها عصارة ما يجب على الحاكم القيام به، وبمعنى آخر فإنّ كلّ وظيفة منها إشارة إلى النمط المساوي لها وفي رتبتها لأنّ القرآن لم يفصِّل كلّ القضايا التي وردت فيه لاقتصاره على ذكر العناوين الكلية دون الدخول في التفاصيل والتفريعات، ويمكن القول بشكلٍ عام إنّ الوظائف المشار إليها في الآية هي:

الأولى: مجال العبادات أيّ العلاقة بين الإنسان وربّه.
الثانية: مجال المعاملات أيّ العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان.
الثالثة: مجال الحفاظ على المسلكية الصحيحة للمجتمع المؤمن.
الرابعة: مجال تقويم الإنحرافات وردع الفساد من المجتمع.
والوظيفة الأولى هي الأهم من بين الوظائف المذكورة لأنّها ترتبط أساساً بوصل المؤمن بربّه مباشرة لكي يتوجّه إليه من خلال نظامٍ خاص أبدعه الإسلام لكي يعيش المسلم العلاقة الدائمة والمتواصلة مع الله، وهذا النظام يتضمّن أنواعاً متعدّدة من العلاقة، لإضفاء طابع التجديد المستمر على هذا التواصل، وأهم فوائد العبادات في الإسلام بعد ربط المؤمن بربّه هو الإنعكاس الواضح في السلوك العام للفرد المسلم في الحياة القائم على المعاني والأبعاد الإلهية.
والوظيفة الثانية هي التي تحدّد للإنسان ضوابط سلوكه العام في كلّ الميادين والعناوين التي تحتويها الحياة الإنسانية المليئة بالحيوية والحركة منذ أن عرف البشر نمط الحياة ضمن مجتمع فيه تنوّعٌ في الأفكار والميول والرغبات والإمكانات مع ما تنتجه تلك الحركة المستمرة من تصادم وتضارب، أو تقارب وتآلف بين الأفراد والجماعات، فهذه الوظيفة قائمة أساساً على توضيح الحلال الذي يستطيع المؤمن الخوض فيه من الأمور الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والعسكرية وغيرها، وعلى توضيح الحرام في نفس تلك المجالات حتى يبتعد عنها لمخالفتها للأهداف الإلهية في الحياة الدنيا.
والوظيفة الثالثة هي المنوط بها في الإسلام الترغيب والتأكيد والتشجيع على الإلتزام في السير مع الله في الحياة، وعلى الإتّزان في كلّ القضايا والأمور ذات الجانب الإيجابي والمردود الحسن على كلٍّ من الفرد والمجتمع، وكما ورد في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (... من أمر بالمعروف شدَّ ظهر المؤمن)، وهذه الوظيفة لها دورٌ كبيرٌ في التقريب بين الأفراد والجماعات نظراً لما تشيعه بينهم – كما هو المفترض فيها – من أجواء الخير والمحبة والإلفة والتعاون الذي يؤدي إلى توحيد الرؤى ورصّ الصفوف.
والوظيفة الرابعة هي التي أناط بها الإسلام محاربة كلّ الظواهر السلبية ليرفعها ويلغيها من حياة الفرد والجماعة معاً، أو ليمنع من ظهور تلك المؤثرات السلبية التي تلعب دوراً تخريبياً وهدّاماً في الحياة، ولذا ورد في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (... ومن نهى عن المنكر قصم ظهر المنافق...)، وهذه الوظيفة لا يخفى دورها البنَّاء في الحماية والدفاع عن قيم المجتمع ذي المواصفات الإيمانية المرتبطة بالله عزّ وجلّ في الدنيا.
ولا شكّ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما أرسله الله نبياً ورسولاً، إنّما أرسله ليتمكن من إرساء مثل هذا الحكم في حياة البشر، ولذا قالت الآية الكريمة: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ 2 لأنّ مثل هذا الحكم الملتزم بهذه الوظائف هو الذي يجعل من الحياة الدنيا نعيماً مليئاً بالسعادة والخير، وقد استطاع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرعيل الأول من أتباع الإسلام أن يقيم تلك الدولة الأنموذج التي ألغت كلّ القوانين المبتدعة التي حكم فيها الإنسان أخاه الإنسان من موقع تحيّز القانون لواضعه القوي ومشترعه غير العادل والمنصف، إلّا أنّ المجريات بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سارت في مسارٍ آخر أوصلت الوضع في الأمة لأن يستلم زمامها يزيد بن معاوية مع ما هو عليه من الفسق والفجور والإنحراف والفساد ممّا جعل حياة الأمة في المحافظة على دينها واتّزانها وتوجّهاتها في خطرٍ حقيقي، ممّا أوجد الأرضية ومهّد الأجواء لثورة الحسين (عليه السلام) التي كان شعارها الأساس "... إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر...".3.

1. القران الكريم: سورة الحج (22)، الآية: 41، الصفحة: 337.
2. القران الكريم: سورة الأنبياء (21)، الآية: 107، الصفحة: 331.
3. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ محمد توفيق المقداد حفظه الله.

1433 مشاهدة | 07-09-2021
جامعة المصطفى (ص) العالمية -فرع لبنان- ترحب بكم

مناقشة رسالة للطالبة آمنة فرحات

أشكال السنن وصِيَغها في القرآن الكريم

العدد 54-55 من مجلَّة الحياة الطيّبة

ندوة كاتب وكتاب: الله والكون برواية الفيزياء الحديثة

ندوة كاتب وكتاب: التاريخ السياسي والاجتماعي لشيعة لبنان

زيارة للمجلس العلوي في منطقة جبل محسن

ورشة تقنيات قراءة في كتاب

ورشة تقنيات تدوين رؤوس الأقلام

ورشة أسس اختيار الموضوع ومعايير صياغة عنوان الرسالة

زيارة إلى ممثّليّة جامعة المصطفى (ص) في سوريا

زيارة إلى حوزة الإمام المنتظر (عج) في بعلبك

ندوة علميّة الذكاء الاصطناعي.. التقنيّات والتحدّيات

عزاء عن روح الشهيد جعفر سرحال

حفل توقيع في جناح جامعة المصطفى (ص) العالميّة

دورة في مخارج الحروف العربيّة

دورة إعداد خطيبة منبر حسيني

احتفال في ذكرى المولد الشريف

لقاء مع المستشار الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلاميّة

وفد من حوزة الإمام الخميني (قده) يزور الجامعة

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

صباحيّة قرآنيّة في حوزة السّيدة الزهراء (ع)

لقاء تعريفي مع طلاب حوزة أهل البيت (عليهم السلام)

زيارة المقامات الدينيّة وحوزة الامام الخميني (قده) في سوريا

دعوة للمشاركة في مؤتمر الإمام الحسين (ع) والنهضة الفكريّة

حفل تكريم سفير الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان

جلسة للجنة الفلسفة والكلام

مسابقة في حفظ أربعين حكمة للإمام علي (عليه السلام )

مناقشة بحث: الاجتهاد الفقهي بين روح الشريعة والمنهج المقاصدي.

المنهج التفسيري عند الإمام الخميني (قده)

الملتقى العلميّ السنوي الثاني للحوزات العلميَّة في لبنان

مناقشة بحث: أثر الزمان والمكان على موضوعات الأحكام

المسابقة العلميّة الثانية بين طلاب الحوزات العلميّة

صدور العدد (47) من مجلة الحياة الطيّبة