- ولادته:
ولد الشهيد مرتضى مطهري في 13 جمادى الأولى 1338 هجريّة، في قرية "فريمان"من قرى محافظة خراسان، وسط عائلةٍ متديّنةٍ معروفةٍ بالعلم، والفضل، والتقوى.
- حياته ودراسته:
بدأ الشهيد مطهري دراسته في مدرسة "فريمان"، وهي من المدارس القديمة حيث كانت تُدرس القراءة والكتابة إضافةً إلى القرآن ومقدمات في الأدب العربي.
سنة 1350هـ، هاجر الشهيد مطهري إلى "مشهد" لدراسة العلوم الدينيّة، وعمره آنذاك إثنا عشر سنة حيث درس مقدمات العلوم الدينية من المنطق، والفلسفة، والحقوق، والأدب العربي.
وفي سنة 1354هـ، ذهب الشهيد مطهري من "مشهد" إلى الحوزة العلميّة في مدينة "قم" المقدّسة، حيث درس الفقه والأصول. وكان يواظب يومَي الخميس والجمعة على حضور محاضرة الإمام الخميني في الفلسفة والعرفان. كما كان يحضر بحوث العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي والشيخ مهدي المازندراني في الفلسفة والحكمة، ودرس الأخلاق عند الشيخ علي الشيرازي الأصفهاني.
وفي سنة 1362 هـ، ذهب الشهيد مطهري إلى مدينة "بروجرد"؛ لحضور دروس الأخلاق عند السيد حسين البروجردي.
وفي محرّم من سنة 1364 هـ، عاد الشهيد مطهري إلى مدينة "قم" مع أستاذه السيد البروجردي بدعوةٍ من أساتذتها. وبسبب بعض المشكلات المعيشيّة اضطر الشهيد مطهري إلى ترك المدينة والسفر إلى طهران سنة 1373 هـ، حيث أسّس حوزةً علميّةً صغيرةً في مدرسة "مروي" وأخذ يدرِّس المادة الفلسفيّة في مراجعَ مختلفةٍ، كالمنظومة للسبزواري والشفاء لابن سينا.
وفي سنة 1374هـ، نشر الشهيد أوّل مقالةٍ له في مجلة "حكمت" أي الحكمة، والتي كانت تصدر في "قم" باللغة الفارسيّة.
وفي سنة 1376هـ أصدر الجزء الأول من تعليقته على كتاب "أصول الفلسفة" للعلامة السيد الطباطبائيّ. وفي السنة نفسها أرسلت إليه جامعة طهران دعوةً لتدريس مادة الفلسفة الإسلاميّة وغيرها من العلوم الإسلاميّة فيها، واستمر في تدريسه وأبحاثه حتى العام 1398هـ.
وكان الشهيد مطهري من أوائل المؤيّدين للثورة الإسلاميّة في إيران، والتي قادها الإمام الخميني في 15 خرداد 1384 هـ. وبعد اعتقال الإمام على أثر تلك الأحداث كان الشهيد مطهري من بين الذين اعتقلتهم السلطات للمكانة التي يحتلها عند الإمام.
بقي الشهيد مطهري خادماً للإسلام والثورة الإسلاميّة في إيران حتى استشهاده في 4 جمادى الثانية سنة 1399 هـ.
- أساتذته:
لقد كان لوالد الشهيد مطهري ـ وهو من أولي القلوب الحيّة ـ دوراً رئيساً في وضع الأساس الأوّل لشخصيّة ولده الربانيّة، ويُفهم ذلك من كتابات الشهيد نفسه.
بالإضافة إلى هذا التأثّر بوالده، انتفع الشهيد مطهري من فيوضات أحد عشر عالماً من الربانيين، وتتلمذ في مختلف المواد الحوزويّة على أيديهم، وهم آيات الله:
1 – الإمام الخميني.
2 – حجة الكوه كمري.
3 – السيد صدر الدين الصدر.
4 – السيد محمد الداماد.
5 – الميرزا مهدي الآشتياني.
6 – السيد حسين البروجردي.
7 – الميرزا علي الشيرازي الأصفهاني.
8 – العلامة محمد حسين الطباطبائي.
9 – السيد أحمد الخونساري.
10 – السيد محمد رضا الكلبيكاني.
11 – السيد محمد تقي الخونساري.
12- الشيخ مهدي المازندراني.
- تأثره بصدر المتألهين:
إن كان هؤلاء الأساتذة الأحياء هم الذين حَضَرَ الشهيد مطهري مجالسهم العلميّة في الفقه، والأصول، والأخلاق، والفلسفة، وعلم الكلام، وعلم الحكمة الإلهيّة، والعرفان...، إلا أنّه تأثّر أيضاً بصدر المتألهين الشيرازي، وسار على خطى مدرسته المتعالية، وتأثّر بذوقه العقلي والشهودي.
ويصرِّح مطهري بتأثّره بصدر المتألهين قائلاً:
"في تلك الأيام – أي في الأيام التي قضاها داخل الحوزة – تعلّمت المقدمات الكاملة للقاعدة المعروفة "الواحد لا يصدر منه إلا واحد"، وفهمتها... فهمتُ عبارة "الفعل فعل الله وهو فعلنا"، ولا أرى من تناقضٍ بين طرفيها، لقد ظلّت بالنسبة لي معضلة "الأمر بين الأمرين"، وأثّرت فيّ كثيراً توضيحات صدر المتألهين حول طريقة ارتباط المعلول بالعلّة، واستفادته منها في إثبات قاعدة "الواحد لا يصدر منه إلا الواحد".
- عطاؤه العلمي:
ترك الشهيد مطهري ـ على الرغم من حياته القصيرة ـ عشرات المؤلّفات في قضايا الدين، والعقيدة، والمرأة، والأخلاق، والعدل الإلهي، والمنطق...
سلك الشهيد مطهري مسلك العلماء الكبار في مسيرة العلم، فبعد أن نضجت شخصيّته العلميّة كان لا بدّ أن يُزكّي علمه بالإنفاق، فكانت له مجالس بحث "المطوّل" في الأدب العربي، و"شرح المطالع" في المنطق، و"شرح التجريد" في علم الكلام، و"الرسائل" و"الكفاية" في علم الأصول، و"المكاسب" في الفقه، و"شرح المنظومة" في الفلسفة، وكان لا يزال في مدينة "قم".
التزم الشهيد مطهري فكراً نقديّاً تجاه الظواهر والأفكار التي انتشرت بين المسلمين وكانت تسيء بنظره إلى الإسلام، فكان لا يترك فرصةً تسنح إلا وينتهزها للهداية والإرشاد والتثقيف. وكان ذلك يتجلّى عليه أثناء الدرس وبعد الفراغ منه، وفي لقاءاته وزياراته، فتجده يدافع عن الإسلام ويوجِّه الناس إلى الطريق الصائب في أروقة المدرسة الفيضيّة، وفي ساحة السيدة فاطمة(ع)، وفي كلّ مكانٍ يحلّ فيه.
وخلال أعوام التدريس في الجامعة، كان منهمكاً أيضاً في التأليف والتحقيق في المباحث الفقهيّة، والأدبيّة، والفلسفيّة، والاجتماعيّة، والتاريخيّة، والعرفانيّة. كان يبذل قصارى جهده في تنشئة الشباب من طلاب الجامعة والحوزة وسائر طبقات الشعب، فكان يُلقي الخطَب والمحاضرات القيِّمة في الجامعة وخارجها.
- مؤلّفاته:
- الدوافع نحو الماديّة.
- الإمدادات الغيبيّة في حياة البشر.
- الإدارة والقيادة في الإسلام.
- نظام حقوق المرأة في الإسلام.
- مسألة الحجاب.
- العدل الإلهي.
- في رحاب نهج البلاغة.
- الإنسان والمصير.
- الإنسان والإيمان.
- الإنسان والقضاء والقدر.
- خاتم الأنبياء.
- التعرّف على القرآن.
- الحركات الإسلاميّة في القرن الرابع عشر الهجري.
- التكامل الاجتماعيّ في الإسلام.
- قصص أهل الحق (جزءان).
- أصول الفلسفة (5 أجزاء).
- المجتمع والتاريخ.
- الحياة الخالدة أو الدار الآخرة.
- المقالات الفلسفيّة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع المعتمدة:
- في رحاب حياة الشهيد مطهري.
- الشهيد مطهري، مسألة الحجاب.
- د. طلال عتريسي، عن التربية والفكر التربوي عند الشهيد مطهري، الحياة الطيبة، عدد 15، صيف 2001م – 1425هـ، بيروت – لبنان.