ممّا ورد في وصيّة الفيض الكاشاني في السير والسلوك:
«من الأمور الّتي تعتبر عمدة في السلوك: الحريّة، أي التحرّر من "شوائب الطبيعة" و"وساوس العادة" و"نواميس العامّة"، فإنّ السالك لا يجد سدّاً أعظم من هذه الأمور الثلاثة...
أمّا "شوائب الطبيعة": فمثل الشهوة والغضب وتوابع ذلك من حبّ المال والجاه وغير ذلك: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} (القصص 83).
وأمّا "وساوس العادة": فمثل تسويلات النفس الأمّارة وتزييناتها والأعمال غير الصالحة بسبب الخيالات الفاسدة والأوهام الكاذبة ولوازم ذلك من الأخلاق الرذيلة والملكات الذميمة: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (الكهف 103- 104).
وأمّا "نواميس العامّة": فمثل تقليد الجهلاء أشباه العلماء والاستجابة لإغواء شياطين الجنّ والإنس والانخداع بحيلهم وتلبيساتهم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الّلَذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (فصّلت 29)».
زادُ السَّالك (وصيّةُ الفيضِ الكاشانيّ)، ص36